• - مقدمة: أهمية معرفة النفس
عندما ننظر لوجود الإنسان نجد فيه أربعة أمور؛ العقل، الخيال، الشهوة، الغضب.
الشهوة والغضب تختصان بالبدن، أما الخيال في النفس، والعقل هو الروح، فللإنسان إذاً ثلاثة أبعاد سنذكرها بشكل مفصل.
ورد في الروايات أن الجهاد مع النفس هو الجهاد الأكبر وأن جهاد أعداء الإسلام هو جهاد أصغر، من هنا يتضح أنك في ساحة حرب داخلية، يجب عليك أن تعرف الأماكن التي يدخل منها العدو.
وفي ذلك قال علي عليه السلام "من عرف نفسه فقد انتهى إلى غاية كل علم ومعرفة". أي أن معرفة النفس هي الهدف من كل المعارف، قال أمير المؤمنين عليه السلام "من عرف نفسه فقد عرف ربه" فالسبب في كون معرفة النفس "غاية كل علم ومعرفة" هو أنها تؤدي لمعرفة الله
يتبع
.............................
• الدرس الأول: معرفة النفس - الفصل الأول: الروح
هويتك واحدة لا تتبدل على مر السنين، الجسم يمر في عوامل بناء وهدم مستمرة، فيمكن القول بأن بدنك يتبدل بشكل كلي في غضون خمس سنوات بسبب تبدل الخلايا الداخلية بشكل كلي في هذه المدة، إلا أن هويتك تبقى كما هي وإسمك يبقى، فالعلم ليس في البدن إذاً، وخيالك وإنيتك ليسا في البدن، فالبدن ليس أكثر من قالب تظهر فيه أحوال الروح والنفس، ما البدن إلا آلة وأداة متلبس أنت بها وتتصرف فيها.
الناطق بكلمة "أنا" هي الروح، وتسمى الروح في الروايات أيضاً بالعقل، وهذه الروح هي منبع الإرادة وهي سارية فيك بالكامل وهي المحرك لمرتبتيك الأخريين "البدن والنفس".
الروح مفطورة على حب الكمال المطلق وبسببها تميل النفس والبدن لكل لذة، إلا أن الكمال المطلق الوحيد في هذا الوجود هو الله سبحانه وتعالى، وإليه ينبغي التوجه.
___________________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق