الاثنين، 4 أبريل 2016

أثر التربية الخاطئة على شخصية الطفل

أثر التربية الخاطئة على شخصية الطفل
الکاتب : ولاء الحسناوي
  


هل هناك علاقة متبادلة، وتأثير متبادل بين خلق الإنسان وتربيته؟ وهل يتكون الخلق بالتربية أم ينتقل بالوراثة؟ وإلى أي حد تؤثر الوراثة على سلوك.. وتصرفات الطفل؟ وإلى أي مدى تحد وتقلل التربية من التأثيرات الوراثية السلبية. تلح هذه الأسئلة وغيرها على معظم الآباء والأُمّهات دون أن يجدوا لها الإجابة العلمية السليمة، وللأسف يعتقد كثير منهم انّ الخلق ينتقل إلى الأطفال بالوراثة من الوالدين والجدات والأجداد، وكثيراً ما نسمع عبارات من نوع "سواء، ربيت أو لم ترب، فإذا كان الطفل قد ولد عنيداً، فسيظل كذلك"، أو أن "هذا الطفل عنيد ومشاكس مثل والده أو جده أو...".
إنّ مثل هذه الآراء، بالإضافة إلى خطئها، فهي شديدة الضرر لأنها تضعف من عزيمة الوالدين، وتزعزع ثقتهما من دور وقوة التربية، فهم ينظرون إلى أخطاء وسلبيات أطفالهما، ولا يفعلون شيئاً سوى التبرم والضجر من هذا الخلق السيء الموروث، الذي لا تجدي معه تربية أو تقويم، والأشد خطراً من ذلك هو أن ينقل الوالدان تشاؤمهما وسلبيتهما ازاء أخطاء وسلوكات أطفالهم، إلى الأطفال ذاتهم، فيصجون خاملين محبطين، وكثيراً من يقول الواحد منهم مقلداً الكبار "ماذا أستطيع أن افعل، إذا كنت ولدت وبي هذا الطبع".
إنّ هذه المفاهيم الخاطئة تدفعنا للتساؤل، هل الشخصية هي حصاد لعدد من الصفات الموروثة، أم انها نتاج للعلاقة المتبادلة بين التربية والوراثة، وفي هذه الحالة، ما هو دور التربية في تعديل وتقويم الطباع والميول الموروثة السيئة والسلبية.
إنّ علماء النفس وأخصائيه يؤكدون انّ خصائص الجهاز العصبي للطفل هي خصائص موروثة من الوالدين والاجداد، مثل قسمات الوجه ولون الشعر وطول القامة إلى غير ذلك. ولكن أيعني هذا انّ هذه الخصائص الموروثة تظل ثابتة لا تتغير؟
بالطبع لا... فالجهاز العصبي للإنسان ليس شيئاً خامداً، بل هو قادر تحت تأثير ظروف الحياة، على التغير، واعادة تنظيم نفسه، فخصائص الجهاز العصبي الموروثة على الخلق بمقدار معيّن، ولكنها لا تحدد صفاته بشكل كامل ونهائي. وهنا تأتي ضرورة التربية ودورها.
إنّ الفسيولوجي المعروف "بافلوف"، كان له دور رائد في هذا المجال وقد حدد انّ هناك أنواعاً مختلفة للجهاز العصبي للإنسان، منها الجهاز العصبي الضعيف والقوي والمتوازن، وأكّد على ان نوع الجهاز بحد ذاته ليس قابلاً للتغير، ولكن النشاط العصبي لهذا الجهاز يمكن أن يتغير تحت تأثير التربية الحياتية، فمثلا حدة المزاج المفرطة وسرعة التهيج تعودان إلى ضعف الجهاز العصبي الموروث، وعدم تكيفه للتلاؤم حتى مع أكثر المهيجات اعتيادية وإذا لم يلتفت الوالدان إلى ذلك، ولم يعينا بتقوية الجهاز العصبي للطفل. فإن شدة التهيج وحدة المزاج تصبحان صفات أصيلة من صفات الخلق وملازمة له.
وأشار "بافلوف" إلى انّ صفات مثل العزم والجرأة والنشاط، تسهل تربيتها لدى ذوي الجهاز العصبي الضعيف وكذلك صفات المثابرة والتركيز وضبط النفس. ولكنه أثبت علمياً أنّه في الامكان أن نربي أيضاً مثل هذه الصفات لدى كل الأطفال مهما كان نوع جهازهم العصبي. فالإنسان غير المتزن في الطفولة من الممكن أن يصبح – بفعل التربية والجهد الإرادي – متزناً ورابط الجأش فيما بعد. أي إن نوع الجهاز العصبي يؤثر في الخلق والشخصية، بينما الخلق "اي الصفات الجديدة التي تظهر في سياق التربية" يؤثر بدوره في تحسين نوع النشاط العصبي. ومن هنا دور التربية في صياغة شخصية الطفل وخلقه.
وهذا الدور الهام للتربية يوضح لنا مدى خطورة بعض التصورات الخاطئة الموجودة لدى عديد من الآباء والأُمّهات والتي تقصر دورهم تجاه أبنائهم على مجرد الاطعام والكساء، وعلى الأطفال – في المقابل – أن يلتزموا بالطاعة وتنفيذ الأوامر.
وتنعكس هذه الآراء والمعتقدات الخاطية عن دور التربية، في عشرات من الأساليب التربوية الخاطئة عن دور التربية، التي تترك بصماتها القبيحة على شخصية وسلوك الطفل، والتي لا تكاد تخلوا سرة من بعضها.
وهذه الأساليب التربوية الخاطئة ونوعها، وأثرها على الطفل، هي ما سنحاول مناقشته وتلمس أبعاده... ومن الصعب حصر كافة هذه الأساليب الخاطئة. ولكننا سنتناول أكثرها شيوعاً في مجتمعنا ومنها عدم حرص الوالدين على تكوين علاقة متينة تجمعهم بابنائهم، علاقة قائمة على الاحترام المتبادل والتفاهم؛ ففي التربية يجب أن يكون هناك حد للحب وللصراحة، والتجربة تثبت انّ الصراحة المفرطة، تنفر الأطفال وتجعلهم منطويين عنيدين، عدوانيين على من هم أضعف منهم، أما التدليل المفرط فيخلق أناساً رخوين غير قادرين على تحمل المسؤولية والاعتماد على أنفسهم، أنانيين، تتلخص الحياة بالنسبة لهم فقط في تلبية احتياجاتهم دون تقدير لاحتياجات الآخرين وظروفهم. كما يلجأ بعض الآباء والأُمّهات، إلى ابداء جفاف متعمد مع أطفالهم، ويخلقون مسافة من التهجم أو الكبح بينهم وبين أبنائهم، وهم يفترضون انّهم بهذه المسافة يوحون بالاحترام والرهبة أمام الصغار. والواقع انّ هذه المسافة المصطنعة شديدة الضرر لأنها تدفع الطفل إلى أن يبتعد قدر الإمكان عن الولد الغليظ، وتخلق داخله الخوف والجبن أو القسوة والغلاظة فمثل هؤلاء الأطفال ينشأون أما منسحقين مترددين لا يثقون بأنفسهم واما غلاظا متكبرين ينتقمون طوال حياتهم للطفولة المسحوقة التي واجهوها.
ونتيجة للأساليب التربوية الخاطئة التي يتبعها الآباء والأُمّهات، سواء في دورها السلبي المباشر على شخصية الطفل، أو في عجزها عن تقويم الصفات الخلقية الموروثة، ينشأ لدى الأطفال ميول وسلوكات سلبية من مثل:
الخجل:
والخجل هو حالة نفسية تظهر في الارتباك والتقيد والميل إلى الصمت وتباطؤ الكلام، وغالباً ما ينشأ الخجل نتيجة للتربية غير الصحيحة فمثلاً نجد انّ بعض الآباء والأُمّهات وهم يحجزون أطفالهم عن "التأثير السيِّئ" للشارع، يعزلون الطفل بشكل مصطنع عن الاحتكاك الطبيعي بغيره من الأطفال والمؤثرات الحية حوله. فيفقد الطفل الألفة ويتملكه النفور، وكثرة الارتباك مما يفقده التحمل، والثقة بالنفس، والقدرة على التفاعل أو الدفاع عن النفس، والآراء.
كما يتولّد الخجل أيضاً، نتيجة لزجر الطفل باستمرار وحدة، كأن يتعمد الوالدان التحدث إليه في لهجة آمرة فظة فتكون النتيجة شعور الطفل بالفزع ازاء كل خطوة مستقلة، وتنمو لديه صفات التهيب والارتياع.
وكثيراً ما يحدث أن يعامل الوالدان طفلهما بشيء من عدم اللياقة، كأن يعنفوه أو يتهكموا على بعض صفات مظهره الخارجي مثل السمنة أو اختلال سيره أو عدم تناسق ملامحه، وحتى إذا سلمنا بأن الكبار يتحدثون إليه بطيبة أو بحسن نية أو بدعابة عابرة، فإنّ الطفل عندما يشعر بأن شيئاً ما من مظهره يستدعي السخرية، أو الضحك، أو التهكم؛ يبدأ على الفور في الخجل من نفسه وينزع إلى الانطواء، والميل للصمت خوفاً من أن يلحظ الآخرون هذه العيوب ويتهكموا عليها.
وينشأ الخجل أيضاً في الأسر التي يكون بها طفلان، أحدهما أكثر نشاطاً وحيوية وذكاء من الآخر. ومن هذه الحالة يتسرب الخجل إلى الطفل الأقل حيوية ونشاطاً نتيجة لشعوره بالنقص والخوف من الفشل.
ولكن لكي يساعد الوالدان طفلهما على التخلص من الخجل، عليهما في البداية أن يقلعا عن كافة التصرفات التي تُنمي فيه هذا الشعور، كذلك عليهما أن يدفعاه نحو الاختلاط بالأطفال، ويقنعاه انّه يستطيع أن يفعل كل ما يفعله أقرانه. وعلى الأسرة أيضاً أن تساعده على ان يكون أكثر استقلالية ومبادرة، ومن المفيد أن تناقش معه المسائل التي تخصه، وأن تترك له فرصة اختيار أفضل الطرق لتنفيذ هذا العمل أو ذلك. وعندها يمكن توجيهه بشكل غير ملحوظاً، وغير متطفل.
وينبغي أن تبتعد النصيحة والتوجيه عن الأوامر، أو التقريع والضيق من فشل الطفل من أداء ذلك العمل، لأنّ هذا سيضاعف من خجله، وارتباكه.
وفي بعض الحالات يرجع خجل الطفل إلى ضعف جهازه العصبي، فالأطفال ذوو الجهاز العصبي الضعيف ينشأون في معظم الأحيان خجولين متهيبين سريعي التأثر بشكل مفرط، ولكن التربية الصحيحة سوف تمكن مثل هذا الطفل من التخلص من خجله، وتزرع داخله الشعور بالجرأة والقدرة على التعامل بشكل أكثر بساطة وسلاسة.
من السلوكيات والميول السلبية لدى الأطفال هناك.. الغيرة، غيرة أطفالهم، فكثيراً ما نسمع بعض الآباء والأُمّهات يشكون من ان طفلهم "الذي كان لطيفاً ووديعاً قبل ولادة أخيه الأصغر، أصبح الآن كثير المشاكل لا يكف عن ضرب أخيه الأصغر، وانتزاع اللعب منه لا لأنّه يريد أن يلعب بها بل لكي يحرم أخاه منها، وهو يغضب إذا اهتم أحدنا بذلك الصغير، ويعمد فوراً إلى إيذائه".
وحيرة الآباء والأُمّهات أمام غيرة الأطفال، تعكس خطأ الكبار في افتراضهم انّ الأطفال هم غير قادرين على التقييم الصحيح لما يحبط بهم، فالأطفال يتحسسون بدقة كافية كيف يعاملهم الكبار، ومقدار العدل والاخلاص في عواطفهم، فالفطنة الطفولية مذهلة خاصة فيما يتعلق بعواطف ومعاملة الكبار لهم.
لذلك فمعاملة الوالدين غير المتساوية والعادلة، للكبير والصغير، للخامل والذكي النشيط، قد تكون سبباً في غيرة الطفل، ومثل هذه المعاملة تمارس من الوالدين بدون وعي، فهما غالباً ما يكونان واثقين من أنهما يتصرفان بانصاف، بينما في أحيان غير نادرة يجد الكبير عطفاً أقل، ويلزم بمتطلبات أكثر استياءً من الطفل الآخر، أخيه الصغير الذي انتزع منه حب وعطف والديه.
ومثل هذا الطفل على حق في غيرته التي تعبر عن مطالبه من حب ورعاية والديه. فالغيرة هي رد فعل دفاعي لدى الطفل، يثبت وجوده بواسطتها، وهي وسيلة للتعبير عن احتياجاته وشكل للاحتجاج على تجاهل هذه الاحتياجات. وغيرة الطفل لها عواقبها الكثيرة، فإذا لم تعالج من قبل والديه، فإنّها تطبع الطفل على العناد والمشاكسة والانطواء وعدم الثقة بالنفس والروح العدائية، ومثل هؤلاء الأطفال ينعزلون وغالباً ما يغتمون ويتكدرون ويبكون ويضجرون دون سبب واضح، كما أنّهم لا يستطيعون التعلُّم باجتهاد ولا اللعب بانغماس، وغالباً ما تكون علاقاتهم مع غيرهم من الأطفال سيئة للغاية، ما لم يحرصوا على أن يكونوا عادلين في توزيع اهتمامهم وعطفهم وحبهم على أطفالهم، وأن يتجنبوا ويكفوا عن مواجهة الطفل الغيور بالملاحظات الانتقادية واللهجات الآمرة لأنّ مثل هذه الأساليب تزيد من احساس الطفل الغيور بالاهانة والحرمان من الحب والاهتمام.
ومن الميول السلبية لدى الأطفال، الناتجة عن الأساليب التربوية الخاطئة من الوالدين ميول بعض الأطفال إلى (القسوة)، والتي من مظاهرها في حياتنا اليومية ضرب طفل لآخر، أصغر منه، أو عندما يدس رجله بين رجليه فيوقعه على الأرض، أو لجري مجموعة وراء كلب أو قطة فيقذفها الأولاد بالحجارة أو يضربونها بقسوة، أو كان يربط أحدهم طائراً صغيراً من رجله بخيط ويظل يعبث به حتى يموت أو يجرح.
فما هو الدافع وراء شعور الأطفال بالتلذذ بألم وخوف مخلوق آخر أكثر ضعفاً؟ ولتوضيح هذا الأمر نسوق مثلاً عرضه أحد علماء التربية، في دراسة علمية أجراها عن تأثير الأساليب التربوية الخاطئة على شخصية الأطفال.
يقول الكاتب: عادت الفتاة الصغيرة وهي تلميذة بالصف الخامس إلى البيت ودقت الجرس الأوّل فلم يفتح لها أحد، فقطبت حاجبيها وظهرت تجعيدة غاضبة على فمها، ثمّ أخذت تدق الباب بقدمها، وفتحت لها أمّها المريضة وسألتها، أيليق بك أن تدقي الباب بهذا الشكل؟
فردت الفتاة:
وأنتم هل أصبتم بالصمم انني أطرق الباب منذ نصف ساعة. والقت حقيبتها على الاريكة وذهبت إلى المطبخ، ومن هناك تعالى صوتها غاضباً: مرة أخرى لا يوجد خبز.
فأجابتها والدتها: "لم استطع احضاره لأني متوعكة وحرارتي مرتفعة".. وقبل أن تكمل الأُم حديثها صرخت الفتاة قائلة: "لن اذهب لاحضاره فأنا الأخرى عندي دروسي التي عليَّ أن أؤديها".
والفتاة في المدرسة – حسب قول مُدرسة الفصل – تلميذة وديعة ومتعاونة فلماذا هي في المنزل خشنة قاسية إلى هذا الحد؟
ويستطرد الباحث قائلاً: "عندما درست حالة هذه الطفلة، وجدت أن أُمّها هي الملومة والمسؤولية الأولى عن ذلك، وإليكم بعض الوقائع التي توضح كيف بدأ ذلك:
تقول الفتاة: "ماما أنا ذاهبة إلى زميلتي فهي مريضة ويجب أن أساعدها في تحضير الدروس".
فتجيب الأُم: "ولماذا يجب أن تذهبي أنتِ بالذات إليها، أين الأخريات؟ ان عليكِ أن تستذكري دروسك ثمّ تنامي لتنالي قسطاً من الراحة" وبقيت الفتاة في المنزل، وبالطبع أخذت، تسأل نفسها "حقا لماذا أذهب أنا دون الأخريات لمساعدة هذه الزميلة".
وذات مرة جاءت رسالة بالبريد خطأ، فاخرجتها الفتاة من صندوق البريد وهي تقول: "ماما اسم العائلة معروف... وسأحملها إلى العنوان" ولكن الأُم تجيبها: "وما دخلك أنتِ برسائل الآخرين، سيأتي ساعي البريد ويأخذها، انّه يتقاضى نقوداً على هذا العمل".
وهكذ كانت الأُم تغرس في ابنتها انّها يجب أن تفعل فقط كل ما يمس مصالحها الشخصية بشكل مباشر، والنتيجة أن يتحول الطفل إلى إنسان فظ أناني محب لذاته ولا يخلو من القسوة.
وترجع قسوة الطفل أيضاً، وفي كثير من الأحيان، إلى تعامل الوالدين معه بشدة وفظاظة مفرطة، وكأن التربية هي نظام للمحرمات والعقوبات الجسدية، الأمر الذي ينمي ويزرع لديه الاعتقاد بوجوب طاعة القوة، ويبقى الضعيف خاضعاً في نظره، لقسوة ليس لها ما يحدها أو يردعها، فالطفل الذي يواجه بقسوة مفرطة من والديه، غالباً ما ينتقم لهذه الطفولة المسحوقة بالاعتداء والقسوة على من هم أضعف منه.
لذلك فقسوة الأطفال هي نتاج بيعي لقسوة الوالدين معه، أو لعجزهما عن الضرب على الأوتار الطيبة في نفوس أطفالهم ونتيجة أحاسيسهم وميولهم الإيجابية.
ومن أبرز الميول السلبية التي تنشأ لدى عديد من الأطفال، الأنانية، وأنانية الطفل ترجع دائماً إلى سوء تربية الوالدين، وبالذات المبالغة في التدليل، واستحسان ومدح تصرفات الطفل دون تمييز بين الصواب والخطأ، وتلبية احتياجاته على طول الخط وعدم تكليفه بأيّة أعمال أو مهام يقوم بها سواء لخدمة نفسه – حتى وان بشكل رمزي إذا كان صغير السن بعد – أو للمساعدة في خدمة الآخرين. هذا التدليل الزائد من الوالدين للطفل، يؤدي إلى نشوئه حاد المزاج سريع التأثر، يتوقع من الآخرين الاعجاب الدائم والتنازلات المستمرة، كما يؤدي إلى بروز فردية الطفل، التي ستصبح فيما بعد عند الاختلاط مع غيره من الأطفال، مصدر للمشاكل والنزاعات.
ولتفادي حدوث ذلك، على الأخص بالنسبة للطفل الوحيدة في الأسرة، ينبغي تربية الطفل على مبادئ الحزم والاحترام المتبادل، ولا يجوز السماح بتنفيذ كل أهوائه ومطالبه على طول الخط، على أن يرتبط ذلك بتعويده على تحمل المسؤولية وخدمة نفسه بنفسه.
فالتربية المدللة للطفل، تضعف إرادته، وتولد لديه الكسل واللامبالاة والعجز عن قهر الصعوبات، كما تخلق لديه التعالي والغرور وادعاء الحق دائماً. وعندما يكبر الأطفال ويدخلون معترك الحياة، فسوف يريدون – كالسابق – أن يكونوا الأوائل المخطيين في كل شيء، دون ان يرتبط ذلك بالعمل والجد وتحمل المسؤولية، وهو لا يتحقق دائماً، ممّا يدفعهم اما إلى الاحباط والاخفاق المستمر، أو إلى سلوك الطرق السهلة غير الشرعية وغير الأخلاقية، ويجعلهم ذلك في صراع دائم مع المجتمع والقانون.

أجوبة المسائل العرفانية

أجوبة المسائل العرفانية للسيد عبد الكريم الكشميري ( العارف بالله) .

س1 : ماهي الأدعية والأذكار التي إنتفعتم منها أكثر من غيرها ؟

ج : جميع الأذكار والأدعية ولكن إستفادتنا أكثر ، كان من دعاء يستشير، وفي الأذكار من ذكر (يا حي يا قيوم) .

س2 : هل لزيارة عاشوراء ختم معين ؟

ج : قراءتها 40 يوماً جيد لقضاء الحوائج ، ولكن زيارة عاشوراء ثقيلة وفيها عصا التأديب في بعض الحوائج .

ملاحظة؛ عصا التأديب تشمل معنيين :
1- أن السالك اذا انقطع عنها لغير عذر متهاونا بها قد تأتيه بعض المشاكل التي هدفها ان تلجئه للرجوع إليها لقضاء حوائجه
2- أنها قوية للتهذيب الروحي للسالكين فهي تكون مثل المرشد الروحي بحيث اذا حاول ان يرتكب ذنبا او خطأ وقع عليه بعض المشاكل فهي عبارة عن أداة تنبيه له عن الغفلة وعصاة تأديب مثل ما المعلم يؤدب طلابه بالعصا وهكذا.

س3 : ما هي الأدعية النافعة لنورانية القلب ؟

ج : دعاء الإحتجاب الذي أوله : (يامن إحتجب بشعاع نوره عن نواظر خلقه) الذي نقله السيد إبن طاووس في كتاب مهج الدعوات .

س4 : ما الذكر النافع للعافية ؟

ج : ( لاحول ولا وقوة إلا بالله ) في اليوم 100 مرة ، فقد جاء في الرواية أن يُبعد عن الإنسان 70  نوعاً من أنواع البلاء أيسرها الحزن والغم .

س5 : ما هو العدد الأفضل في ذكر التسبيحات الأربعة في سبيل تنوير القلب ؟

ج : ثلاثون مرة بعد كل صلاة .

س6: ما هو أفضل دعاء يقرأ لأداء القرض والدين ؟

ج : دعاء (يا قاضي الديون من خزائنك المكنون التي هي بين الكاف والنون ، أقضي ديني ودين كل مديون) بعدد خاص له تأثير في قضاء الدين .

س7 : ما هو الذكر المناسب لدفع الخواطر ؟

ج : ذكر (لا إله إلا الله) .

س8 : كيف كان توسلكم بالإمام الحسين عليه السلام ؟

ج : الأغلب كنت أقرأ القرآن الكريم  وأهدي ثوابه إليه عليه السلام .

س9: ماذا نعمل لكي نكون قربين من بقية الله عليه السلام؟

ج : الخلوة معه عليه السلام ساعة واحدة يومياً ...

• قراءة زيارة (سلام ع آل ياسين) في مكان خال ،

• والإكثار من قول (المستغاث بك يا بن الحسن) ،

• و (المستعان بك يا بن الحسن) ،

• وقول : (يا صاحب الزمان أدركني يا صاحب الزمان أغثني) ،

• وينبغي أن تجد طريقك في التوسل به عج ، لتزداد رفاقتك معه عليه السلام .

س10 : ماذا يقرأ للأموات في المقابر ، ويُهدى لهم ؟

ج : سورة الحمد مرة ، وسورة الإخلاص إحدى عشر مرة .

س11 : ما هو المحذور من الذهاب ليلاً إلى المقابر ؟

ج : الذهاب إلى المقبرة ليلاً مكروه .

والسبب : أن الليل في البرزخ مثل ليالينا ، حيث يعقد رسول الله (ص) مجلساً لأموات المؤمنين ، وعندما يقرأ شخص الفاتحة في المقبرة ،  فإنه يحضر المتوفى إلى هناك فيضطر إلى ترك مجلس رسول الله (ص) ، وهذه إحدى أسباب الكراهة .

س12 : ماذا ينبغي أن نطلب من قبور الأولياء ؟

ج : معرفة الله {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ، (56) سورة الذاريات ، أي ليعرفون .

س13 : ما هي أفضل السور التي تقرأ في ليالي القدر ؟

ج : من إستطاع أن يقرأ سورة القدر 1000 مرة ، في ليلة القدر فإنه سيحظى بروحية ومعنوية عالية .

س14 : ما هي السور أو الآية التي ينبغي أن يقرأها الإنسان ليزداد يقينه ؟

ج : المواظبة على قراءة التوحيد (قل هو الله أحد) .

س15 : ما هي الآية التي تقوي الذاكرة ؟

ج : آية الكرسي إلى {هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} إحدى وعشرين مرة .

س16 : ماذا يجب أن يقرأ من القرآن ، لقضاء الحوائج ؟

ج : الآيات الست الأولى من سورة الحديد ، والآيات الأخيرة من سورة الحشر .

س17 : أي سورة تقرأ للرزق؟

ج : سورة الذاريات مؤثرة جداً

س18 : ماذا يقرأ من سورة القرآن لطلب الولد؟

ج : قراءة سورة (يس) بقصد الحمل بولد .

س19 : ما هو التوسل النافع لعلاج الأمراض الصعبة .

ج : قراءة سورة (النجم) ، في كل يوم وإهداءها للإمام السجاد ع .



س20 : ما هي الآيات التي تقرأ لطرد الشياطين ؟

ج : قراءة آية الكرسي والمعوذتين تدفع الشياطين .

الخميس، 31 مارس 2016

نقاط التأسي بالسيدة فاطمة (عليها السلام)

ما هيَّ نقاط التأسي بالسيدة فاطمة (عليها السلام)؟
.. 
قد يأتي في ذهن البعض: أنَ الحديث عن الزهراء -عليها السلام- يناسب في الدرجة الأولى النساء؛ لأنها امرأة، والإقتداءُ ينبغي أن يكون للنساء.. وهُنا نقول: الرجولة والأنوثة هذهِ صفات الأبدان، وإلا الأرواح أرواحٌ واحدة، لم يقل أحد لا قديماً ولا حديثاً، لا من الفلاسفة ولا من أهل الحديث: أنَ الأرواح على قسمين؛ روحٌ ذكورية، وروحٌ مؤنثة.. الروح هي أمانة الله -عز وجل- نفخت في بني آدم.. فإذن، الزهراء حقيقتها حقيقةٌ لا توصف: لا بالذكورةِ، ولا بالأنوثة.. وهكذا أرواح المعصومين والأنبياء (ع).. وبالتالي، فإنه يصح أن نقول: أن الرجال يمكنهم التأسي أيضاً بهذهِ السيدة الطاهرة كالنساء.‬

‫أولاً: الجمع بين التكاليف.. أول صفة تلفت النظر في حياة الزهراء -عليها السلام- كإنسانةٍ كاملة، هي الجمعُ بينَ التكاليف.. نحنُ مشكلتنا أننا نجعل لكُلِ شيءٍ ملفاً: فعندما نعمل، ننسى العبادة.. وعندما نتعبد، ننسى العمل.. وكأنَ الإنسان ينتقلُ من حقل إلى حقل؛ وهذا خطأ كبير!.. فالمؤمن يعيش كُل الحقول في آنٍ واحد!.. فالزهراء -عليها السلام- كان لها وظائف عبادية: فقيامُ الليل لفاطمة -عليها السلام- كقيام أبيها -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكقيام أمير المؤمنين -عليه السلام-؛ كانت تمضي ساعات من العبادة الليلية.. ولها أيضاً نوافلها اليومية، وصلواتها، وصومها المستحب.. ولكن أنظروا إلى سيرتها في المنزل، عن علي (ع): (إنها استقت بالقربة حتى أثرّت في صدرها، وجرّت بالرّحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها).. لم يكن الأمر سهلاً على هذهِ السيدة، التي كانت في عمر الزهور، كانت تقوم بأعمال المنزل، وكانت في خدمة أمير المؤمنين كزوجة مثالية.. فالأسرة الأولى المثالية من خِلقة آدم -عليه السلام- إلى قيام الساعة، هيَّ أسرة عليٍّ وفاطمة.. هكذا كانَ حالها -عليها السلام- فقد جمعت بين عمل النهار المتعب، وبين العبادة.. تلكَ هي سيدة نساء العالمين، العابدة الأولى في تأريخ البشرية في صنف النساء!..‬

‫إن المؤمن ينبغي أن يكون ذاكراً في جو الغافلين!.. فإن دُعي إلى مجلس، تغلب عليهِ الغفلة: كالأعراسِ، وغيرهِ، يلقن نفسه يقول: يا رب، اشهد علي بأني سوفَ لن أكونَ من الغافلين كباقي الغافلين.. وكذلك إن كان في الوظيفة، وليس لديه عمل؛ يغتنم الفرصة، ويثقف نفسه.. إذ بإمكانه أن يقرأَ دورات فقهية، أو عقائدية، أو تفسيرية.. ويمكن أن يقوم ببعض المستحبات أيضاً، وبذلك يجمع بين العمل والعبادة!..‬

‫ثانياً: العفة.. عندما احتاجَ عليٌ -عليه السلام- للناصرِ والمعين، فاطمة -عليها السلام- ربة البيت، خرجت لتدافع عن إمام زمانها -عليه السلام- ولكن بشرطها وشروطها!.. مع الأسف بعض النساء يردن أن يتشبهن بفاطمة -عليها السلام- فيتحررنَ من القيود الدينية.. يقولون: فاطمة كانت ذات عمل سياسي، ونحنُ أيضاً نتشبه بها.. ولكن كيف دخلت الزهراء الميدان؟.. تقول الرواية: (لاثت خمارها على رأسها، واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمةٍ من حفدتها، ونساء قومها.. تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله (ص)...  فنيطت دونها ملاءة، فجلست ثم أنَت أنَةً أجهش القوم لها بالبكاء، فارتج المجلس.. ثم أمهلت هنيئة، حتى إذا سكن نشيج القوم، وهدأت فورتهم.. افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه، والصلاة على رسوله.. فعاد القوم في بكائهم، فلما أمسكوا عادت في كلامها).. لم تكن تمشي بشكلٍّ يتصفحها كُل رجل، بل كانت تمشي في وسط نسائي، من باب الاستتار والهيبة.. وكان كلامها مؤثراً، ففاطمة -عليها السلام- بأنتها أبكت القوم، فارتجَ المجلس وكأنهُ وقعَ زلزال.. بسبب ذلكَ التأثير الرباني الذي جعلهُ الله -عز وجل- في وجهها، وفي صوتها؛ وما ذلك إلا لأنها أخلصت العمل للهِ عزَ وجل.‬

‫ثالثاً: الحب الإلهي.. البعض يتكلم وكأنَ أئمة أهل البيت -عليهم السلام- كانوا يدعون الناس إلى أنفسهم، في قبال رب العالمين!.. بينما التوحيد، والتهليل، والتكبير؛ مفاهيم الوحدانية، والإنقطاع إلى الله -عز وجل- كانت تطفحُ من كلماتهم الشريفة.. فهذهِ فاطمة تقفُ في المسجد للدفاع عن إمامة أمير المؤمنين -عليه السلام- ولكن ما هو أولِ كلامها؟.. تقول (ع): (وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. كلمة جعل الإخلاص تأويلها، وضمن القلوب موصولها، وأنار في التفكر معقولها).. تشهد لله -عز وجل- بالوحدانية، ثُمَّ تُقسم التوحيد، إلى التقسيم الثلاثي المعروف.. فالتوحيد، والإمامة، والنبوة، والمعاد؛ هذهِ المفاهيم تحتاجُ إلى ثلاثة حقول تفاعلية:‬
‫الحقل الأول: الفكرة.. أي يفكر الإنسان، ويعتقد بالله -عز وجل- إيماناً.
الحقل الثاني: العاطفة.. أي يتفاعل معهُ بقلبه، ويغلف المفهوم بغلاف الحب والود.
الحقل الثالث: العمل.. كما أن الأوكسجين عندما يجتمع مع الهيدروجين؛ ينبثق الماء.. كذلك فإن النتيجة التي تتولد من الفكرة والعاطفة، هي الحركة في الحياة؛ أي العمل.. فالعمل لا ينفك عن الاعتقاد الراسخ، والعاطفة العميقة، عندئذ ينطلق الإنسان في العمل.. دائماً نسمع هذا التقسيم الثلاثي: الأفكار، والعواطف، والجوارح.. الزهراء -عليها السلام- في خطبتها تقول: التوحيد هي كلمة، ولكن لها واقع في الحياة (كلمة جعل الإخلاص تأويلها)؛ أي الإخلاص في العمل، هو تأويل التوحيد.. إن أردتَ أن تطبق التوحيد في الحياة، فكُن مخلصاً في حركتكَ في الحياة.. (وضمن القلوب موصولها)؛ أي هناك ارتباط بين القلبِ وبينَ عالم التوحيد.. وأخيراً (وأنار في التفكر معقولها).. فإذن، إنارةٌ في الفكر، ووصلٌ في القلب، وإخلاصٌ في العمل.. هذهِ المراحل الثلاث التي تُنادي بها فاطمة -عليها السلام-.‬

‫ليس هنالكَ موجود على وجه الأرض، أحب علياً كفاطمة.. عليٌ -عليه السلام- إمام زمانها، وزوجها، ووالد أولادها.. نحنُ علاقتنا بعليٍّ -عليه السلام- علاقة الإقتداء، والإمامة.. أما فاطمة -عليها السلام- فهنالكَ أكثر من علاقة، تربطها بعليٍّ -عليه السلام-.. ولكن هل هذا شغلها عن الحب الإلهي؟.. أبداً!.. الحب الإلهي كانَ متغلغلاً في قلب فاطمة، ويتجلى هذا الحب عندما تدخل الجنة، وتقول: (يا رب، أنتَ المنى، وفوق المنى)!.. جمعت بينَ حب اللهِ -عزَ وجل- وحب علي؛ ولكن في طابقين.. فالمؤمن يجعل للحب طوابق: الطابق الأول: حب الأهلِ والأولاد، هذا لا يتعدى للطابق الثاني.. والطابق الثاني: حب أولياء الله -عزَ وجل- من النبي، وآلهِ، والمؤمنين.. والطابق الثالث: هو الحب الإلهي؛ هذا طابق مستقل.. ولكل طابق غرفهُ، وأدوارهُ، وأثاثهُ.. فهل الإنسان يحب اللهَ -عزَ وجل- كما يحب النبي؟.. نحب النبي لأنهُ عبدٌ للهِ -عزَ وجل-، ونحب الزوجة لأنها مؤمنة.. ولهذا يقول دعبل في قصيدته:‬
‫أحب قصي الدار من أجل حبهم *** وأهجر فيكم أُسرتي وبناتي ‬
‫فإذن، إن حب الزوجةِ والأولاد؛ مرتبطٌ بالثاني: بحب النبي وآله.. وحب النبي وآله، مرتبطٌ بالحب الإلهي.‬

‫رابعاً: الصبر.. لماذا هذا الخلود لذكر فاطمة -عليها السلام-؟.. هذا الخلود؛ لأنها صبرت، وتحملت الكثير بعد وفاة أبيها -صلى الله عليه وآله وسلم-.. فكانت عندما تقفُ على قبر أبيها -عليها السلام- تقول:‬
‫ماذا على من شم تربة أحمد *** أن لا يـشم مدى الزمان غـواليا
صبت عليّ مصائب لـو أنها *** صـبت على الأيام عــدن لياليا‬
‫فاطمة -عليها السلام- نسبتها إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- لا كنسبة الثمرةِ للشجرة، لأن الثمرة عندما تقطف من الشجرة؛ تبقى إلى فترة.. أما الزهراء بالنسبة للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- كالغصنِ للساق؛ عندما مات النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-؛ ماتت فاطمة مع رسول الله.. ولهذا كانت تبكي في ليلها ونهارها، وروي: (إنها مازالت بعد أبيها معصبة الرأس، ناحلة الجسم، منهدة الركن، باكية العين، محترقة القلب، يغشى عليها ساعة بعد ساعة).

تلخيص. ام صادق  ‬
.

الخميس، 25 فبراير 2016

اوزن حياتك

وازن حياتك لتتناسب مع رغباتك واحتياجاتك


تخيل للحظة أنك كرست قدراً كبيراً من وقتك الثمين وجهدك (وبعض المال) على مدار الشهرين الماضيين للعناية بحديقة ما، ولقد حرصت بشدة على ضمان توازنها من الناحية البيئية. فهي تمتلئ (لا تفيض) بتشكيلة عريضة من النباتات الجميلة المثيرة، ويشعر المرء فيها بالاسترخاء ولم تعد تشعرك بالذنب لحظة أن تقع عيناك عليها. 

ويملؤك الشعور بالراحة النفسية لعلمك أنها ستبقى على حالتها هذه في المستقبل (لقد تخيرت بدقة أسلوباً في مقدورك الحفاظ عليه).

وبينما مازلت تذكر الغابة (أو الأرض الخربة) التي كانت عليه الحديقة في يوم من الأيام، ألن تكون أكثر من مستعد لبذل جهد أكبر لملاحظتها والعناية بها في هذه المرحلة الحرجة من نموها الصغير؟

 إنني على يقين من استعدادك لأنه سيكون لديك إيمان في قدرتها على رد جميل جهودك أضعافاً مضاعفة في المستقبل القريب.

إن هذا هو المنهاج الذي أتمنى أن تتبعه الآن حيال إثراء حياتك الوليدة الجديدة. إن حياتك في نهاية المطاف تصبح ذاتية التوازن، ولكن العديد من التغييرات والعادات الجديدة التي ستطرأ عليك في الأشهر القليلة القادمة ستشوبها الهشاشة كما لو كانت نبتة صغيرة، فستحتاج هي الأخرى بعض الرقابة.

 ولكن عملية صيانة حياتك من شأنها أن تتسم بقدر أكبر من السهولة واليسر مثلها في ذلك مثل حديقتك الجديدة. وإذا حرصت على عملية الصيانة هذه بصفة منتظمة، فسيسهل صيانة توازن حياتك لأنك ستعمل على ضمان أن الأعشاب الضارة لن تمس الجذور، وإن نبتت فلن تفرط في نموها بحيث تخنق الجذور.

ولكن مهما كانت مهارتك "كبستاني"، فإن حياتك ستظل عرضة لمخاطر "العواصف" المدمرة و"العدوى" التي لا سلطان لك عليها. 

ومن المحتمل أن تنشأ هذه القوى المدمرة من "حديقتك" نفسها (مثل المرض المفاجئ أو فقدان شخص مقرب دون سابق إنذار)، أو تنبع من العالم الواسع (مثل الأزمات العالمية).

ولهذا السبب قد تحتاج أن تقلب حديقتك رأساً على عقب مرة أخرى بين الفينة والأخرى، راجع استراتيجيتك وقم بإجراء بعض عمليات إعادة التنظيم الأساسية.

 ولكن الفحص الشهري بصفة عامة وقليلاً من "التقليم" و"التهذيب" و"الغرس" من شأنه أن يحافظ على حياتك في حالة يمكن السيطرة عليها وتتسم بالتوازن من الآن فصاعداً.

وفي نهاية المطاف ستصبح عملية صيانة حياتك واحدة من مجموعة من عادات حياتك الراسخة بحيث تعمل بصفة روتينية على مراقبة تقدمك وإعادة تعديل أسلوب حياتك (لمرات أكثر بكثير لدرجة أنك لن تعي أنك مررت بطور "الصيانة").

الامتنان

الامتنان 💞💖💕هو عاطفة التعبير عن ما لديك لطرف آخر ..... لله ... الكون ... المخلوقات 💎💎

بالامتنان يمكنك الحصول على قدر كبير من الاهتمام والعناية 💎💎💎

إذا زرعت الامتنان في تربة حياتك فإنه  يمكن أن تزيد من رفاهيتك والسعادة اللا مشروطة .... 💎💎

أولئك الذين لديهم احساس الاعتراف بالجميل ولديهم القدرة على التعبير عن ذلك فإنهم ينعمون في الوفرة والزيادة .... 

زيادة الطاقة، والتفاؤل، والتعاطف.💎💎💎

أكثر من الشكر💙💎💎💎
أكثر من الشكر💙💎💎💎💎

لماذا الضحايا ومن يعيشون حالة المظلومية يحصلون على تعاطفنا وليس غيره . ؟؟؟؟؟ لايجذبًون الا نفس مشاعرهم أو المزيد من الالم والتعب....💔💔💔

الكرم والامتنان يجذبان المزيد من اللطف في أماكن غير متوقعة .💖💕💕💓

خطط لنهج متفائل في الحياة.
اجعل العرفان يعدل مزاجك .💖💓💓

عدد بركاتك للحصول على نفحات من الخير المطلق .🍀🍀🍀

اجعل نيتك مساعدة غيرك أكثر من الفوز عليه .🏆🏆🏆

المراهقين والأطفال والناس الذين يؤثرون غيرهم يعيشون حياة أكثر سعادة وأكثر صحة .  👶👦👧👼😇😇

الأربعاء، 24 فبراير 2016

محاسبة النفس

: محاسبة النفس

في آخر اليوم، استذكر نشاطك في اليوم المنصرم، هل قدمت شيئاً يرفع رأسك امام الله تعالى؟ هل أنت راضٍ بهذا المستوى؟ هل أنت تتحرك وتسير نحو الله أم أن قدميك علقتا في وادي الهجران؟! إستذكر في المحاسبة أهم العناصر وهو ذكر الله تعالى، هل تعلم أن استحضار وجود الله عز وجل من مطهرات القلب وموانع الوسوسة؟ قل لنفسك؛ هل يضرك إذا التزمت به لخمس دقائق؟ هكذا قرّع نفسك حسسها بالتقصير وإن لم تشعر بالتقصير فلا فائدة من هكذا محاسبة.

الروايات لم تخصص موعداً محدداً لمحاسبة النفس، قد يكسل البعض عن محاسبة نفسه ليلاً، لذلك؛
يقول العارف الشيخ حسن علي الأصفهاني "قسّموا وقتكم بين الطلوعين أربعة أقسام، قسم للأذكار والتسبيح، وآخر للأدعية، والثالث لقراءة القرآن والأخير في محاسبة أنفسكم على أعمالكم في اليوم المنصرم، فإن كنتم قد وفقتم لطاعة فاشكروا الله على ذلك، وإن كنتم لا سمح الله قد ابتليتم بمعصية فاستغفروا الله". كلما استذكرت عنصراً إعقد النية أن تقوم به في اليوم التالي وأنه يجب ان تكون جاداً في الإلتزام، مجرد نية! هذه النية تنير أركان الروح وتشق بها الطريق نحو الله، لا يَضيعنّ عليك يومٌ لا تحاسب فيه نفسك فإنه "ليس منا من لم يحاسب نفسه كل يوم: فإن عمل حسناً استزاد الله منها، وإن عمل سيئاً استغفر الله وتاب منها" -الإمام الكاظم عليه السلام-.

قصة قصيره

يروى أن زوجا من الصقور قد أضاع بيضة من عشه أو قد سقطت احدى بيضاته في حضيرة من  دجاج!🐓
وقامت دجاجة باحتضان البيضة الى أن فقست🐣 وخرج صقر صغير🐥
وحينما  كبير الصقر قليلا ضل يمشي مع الدجاج ! ورأى صقورا تطير في السماء!  وضل يراقب الصقور وتمنى لو أنه يطير او أن يكون واحدا منهم!
رأته الدجاج وهو ينظر للصقور ويتمنى أن يطير!
فقالت له الدجاج لاتفكر بهذا التفكير ولاتنظر للصقور فأنت ديك!! وأحبطوه وقد ترك النظر الى الصقور وضل معهم!

هذه القصة تحمل في طياتها العديد من العبر والكثير من الدروس لمن يسعون
 للرقي 💪
والسمو 😎
والصعود الى المعالي.🌁

فكم من أناس يمتلكون امكانات كبيرة ولايستغلون امكانياتهم فتراهم يندبون حالهم ويعيشون حياتهم البسيطه الراكدة دون الخطي قدما للرقي ونيل المراتب العليا.
 فيبقون طويلا في الحضيض والبكاء على الأطلال وتوبيخ النفس وجلد الذات!

العبر المستوحاة من هذه القصة

أولا. نتعلم:  من زوج الصقور أنه حينما لم يهتم بعشهه وتسبب في  تدحرج البيضة الى بيئة غير صالحه! فإن النتيجة كانت ضياع امكانية الفرخ وصار مكانه من سفوح الجبال والطيران نحو السحاب في المعالي الى السكن في الحضيض!
وهذا حال الكثيرين ممن يمتلكون قدرات وطاقات وهامات عالية،
ولكن يضلون أسراء الصحبة الخاطئة والرفقة المحبطة ومصاحبة السلبيين.

ثانيا: يوجد بعض الناس ممن لديهم قدرات وطاقات وهامات عالية ولكن يحتاجون اكتشافها واستغلالها أو يحتاجون من يكتشفها فيرشدهم الى الطريق الصحيح ويرشدهم لكيفية استغلال هذه الامكانيات.

ثالثا. من  لديه قدرات وامكانيات  متميز وقدرات عاليه!  عليه أن لايظهر هذه الطاقات أمام غير المتخصصين فيحبطونه أو يرشونه الى الطريق الخاطئ. 

وكما يقال:  إن من يريد أن يحلق مع الصقور فعليه الا يجلس مع الدجاج 😊

وكما يقول الشاعر:
ومن يتهيب صعود الجبال🌁
 يعش أبد الدهر بين الحفر😔

وكذلك يقول آخر:
اذا غامرت في شرف مروم 💫
فلا تقنع  بما  دون  النجوم🌟
فطعم الموت من أمر حقير
كطعم الموت من أمر عظيم. 

بقلم.  عزيز الشهابي